Back to top
29 يوليو / تموز 2025

الأراضي الفلسطينية المحتلة/إسرائيل: بيان تضامن مع المدافعين/ات الفلسطينيين/ات عن حقوق الإنسان المعرضين/ات للخطر في قطاع غزة المحتل.

تُعرب فرونت لاين ديفندرز عن قلقها البالغ إزاء مصير المدافعين/ات الفلسطينيين/ات عن حقوق الإنسان في قطاع غزة المحتل، الذين يواصلون عملهم الأساسي في مجال حقوق الإنسان، ويُعزّزون أصوات المدنيين الفلسطينيين، بينما يواجهون التجويع القسري كجانب من الإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية.

على مدى أكثر من 21 شهرًا، يواصل المدافعون والمدافعات عن حقوق الإنسان الفلسطينيون/الفلسطينيات في غزة عملهم الحيوي في مجال حقوق الإنسان، رغم معاناتهم من النزوح القسري والتجويع والعنف وخطر الاعتقال التعسفي وغيره من التهديدات المستمرة، وفقدان أحبائهم. واليوم، بلغ الوضع مستوىً غير مسبوق من الوحشية. وقد أصبح استخدام السلطات الإسرائيلية للتجويع كسلاح إبادة جماعية واضحًا بشكل متزايد في جميع قطاعات المجتمع في غزة، بما في ذلك تأثيره المدمر على المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان وعلى قدرتهم على القيام بعملهم في مجال حقوق الإنسان.

لا تزال منظمة فرونت لاين ديفندرز تتلقى طلبات عاجلة للحماية والمساعدة من المدافعين/ات عن حقوق الإنسان وغيرهم من الأفراد في غزة، مما يعكس التدهور السريع للوضع الإنساني هناك. تُسلّط هذه الطلبات الضوء على الحاجة المُلِحّة لتوفير الضروريات الأساسية، كالغذاء والمياه النظيفة والمأوى، كما تكشف عن المخاطر الجسيمة التي يواجهها المدافعون/ات عن حقوق الإنسان نتيجةً للهجمات المُستمرة والنزوح والحصار.

في 21 يوليو/تموز 2025، ظهرت مجموعة من الصحفيين الفلسطينيين في مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي وهم يشربون ماءً مُخلوطًا بالملح للحفاظ على وعيهم أثناء تغطيتهم للأحداث، وذلك بسبب نقص الغذاء. وقد أصدر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بيانًا يُحذّر فيه من أن غزة على وشك استيفاء المؤشرات الثلاثة المُعترف بها دوليًا للمجاعة. وجاء في البيان: "تُشير المعلومات المُجمعة من الميدان والشهادات التي حصل عليها باحثو المركز، وهم جزءٌ من السكان الذين يُعانون من سياسة التجويع الإسرائيلية المُمنهجة، إلى أن أزمة الجوع تتفاقم بسرعة".

في 24 يوليو 2025، أعربت كبرى وسائل الإعلام الدولية، بما في ذلك هيئة الإذاعة البريطانية ووكالة فرانس برس، عن قلقها العميق بشأن سلامة صحفييها في غزة، محذرة من أنهم يواجهون خطر المجاعة. وجاء في البيان: "يعاني الصحفيون/ات من العديد من أشكال الحرمان والمصاعب في مناطق الحرب، وإننا نشعر بقلق بالغ لأن خطر المجاعة أصبح الآن أحد هذه المخاطر".

تؤكد هذه التطورات المقلقة على المخاطر الشديدة التي يواجهها المدافعون/ات عن حقوق الإنسان في غزة. فعلى الرغم من الاستهداف المنهجي للمدنيين/ات والمجتمع المدني منذ بداية الإبادة الجماعية في أكتوبر 2023، يواصل المدافعون/ات الفلسطينيون/ات عن حقوق الإنسان دعم مجتمعاتهم وتوثيق الانتهاكات، بما في ذلك جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية.

منذ أكتوبر 2023، شنت السلطات الإسرائيلية حملة متواصلة من العنف والحرمان أدت إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، ونزوحٍ واسع النطاق، وانهيار إنساني في غزة. وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 58,000 فلسطيني/ة وجُرح أكثر من 139,000 حتى الآن. وعلى الرغم من النداءات المتكررة من المجتمع الدولي والتوجيهات المُلزمة من محكمة العدل الدولية بوقف العمليات التي تُشكل أعمال إبادة جماعية، واصلت القوات الإسرائيلية هجومها.

في هذا السياق، استُهدف المدافعون والمدافعات عن حقوق الإنسان في غزة بشكل منهجي من قِبل القوات الإسرائيلية لقيامهم بعمل سلمي وأساسي في مجال حقوق الإنسان. قُتل العاملون/ات الطبيون/ات، أو اعتُقلوا تعسفيًا، أو عُذبوا، أو سُجنوا لمجرد علاجهم الجرحى أو رفضهم إخلاء المستشفيات. على سبيل المثال، اعتُقل الدكتور حسام أبو صفية وتعرّض للتعذيب، حسبما ورد، لرفضه إخلاء مستشفى كمال عدوان، بينما قُتل الدكتور زياد التتري في غارة جوية إسرائيلية أثناء عمله في مستشفى العودة. قُتل الدكتور سعيد جودة، آخر أخصائي جراحة عظام متبقٍ في غزة، برصاص طائرة إسرائيلية بدون طيار أثناء تنقله بين المستشفيات. واجه الصحفيون/ات الذين يوثقون جرائم الحرب ويرفعون أصوات الفلسطينيين في غزة مخاطر جسيمة مماثلة. قُتل الصحفيان حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا في غارة جوية مباشرة استهدفت مركبتهما. وكان من بين المستهدفين أيضًا منظمون مجتمعيون محليون، قاموا بطهي وتوزيع الطعام لدعم النازحين في مجتمعاتهم المحلية.

تعرب فرونت لاين ديفندرز عن قلقها العميق على سلامة وحياة المدافعين/ات الفلسطينيين/ات عن حقوق الإنسان في غزة، لا سيما في سياق المجاعة القسرية المستمرة والمتفاقمة. إن المخاطر المتصاعدة التي يواجهونها لا تعرضهم للخطر كأفراد فحسب، بل تهدد أيضًا بإسكات أحد آخر مصادر المعلومات المباشرة والمستقلة المتبقية من داخل غزة.

تدعو فرونت لاين ديفندرز الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والدول المجاورة للأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة مصر والأردن، إلى المطالبة بوقف فوري ومستدام لإطلاق النار؛ ووقف استخدام إسرائيل للتجويع القسري وغيره من أعمال الإبادة الجماعية؛ واتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق في ظروف آمنة وكريمة، بما في ذلك الماء والغذاء والإمدادات الطبية. يجب أن يتمكن المدافعون/ات عن حقوق الإنسان الفلسطينيون/ات من القيام بعملهم الحقوقي المشروع والسلمي دون خوف من الانتقام أو الاعتداء.